RSS

وادى قبائل الكيلاش ( باكستان )

وادى قبائل الكيلاش

الكيلاش موزعون بين ثلاثة وديان تقع بين سلسلة جبال هندوكش الجليدية بشمال باكستان والتي تبقى منقطعة عن العالم قرابة نصف العام، وهي وديان " رامبور"  و"بمبوريت" و"برير" بينما يعتبر وادي "برير" الأكثر ثقافياً من بين الوديان الثلاثة ، ويحتفظ الوادي ببعض معالم الحضارة اليونانية القديمة مما يشير إلى علاقة عرقية الكيلاش بالاسكندر المقدوني أو بأفراد جيشه من حيث النسب. ولكن حضارتهم الحالية هي عبارة عن مزيج من الثقافة الإسلامية والهندوسية والفارسية وبعض جوانبها مختلطة بثقافة سكان جمهوريات آسيا الوسطى لوقوع المنطقة جغرافياً في موقع يتوسط الحضارات المذكورة. 
ومع وجود معالم واضحة لثقافة اليونان القديمة في منطقة وديان كيلاش الثلاث، فقد أشارت بعض الدراسات التي أجراها العلماء الأوروبيون لبعض المعالم الأثرية المتمثلة في المنحوتات الصخرية والخشبية وبعض الكلمات المندمجة في لغتهم "خوار" إلى وجود علاقة بينهم وبين الاسكندر المقدوني، إلا أن الدراسات الجينية لم تثبت علاقتهم حتى الآن باليونان. وقد اعتقد بعض العلماء أنهم ينحدرون من الشرق الأوسط أو من أوروبا الشرقية أو من القوقاز، ولكن هذه الدراسات أيضاً لم تأت بنتائج واضحة ، ولا يزال الرأي مستقراً أنهم من السكان الأصليين للمنطقة لعدم تطابق جيناتهم مع سكان العالم بما فيها مناطق آسيا نفسها. 
وبذلك فهم عرقية لا تتشابه مع مجموعة العرقيات المحيطة بها لا من الناحية الجينية ولا من الناحية الدينية ولا الثقافية مع أنهم مختلفون تماماً عن باقي سكان باكستان في طريقة تفكيرهم وأشكالهم التي تتشابه مع الأوروبيين في لون بشرتهم وشعرهم الأشقر وعيونهم الخضراء والزرقاء والسوداء والرمادية والبنية. وللطبيعة دور هام للغاية في حياتهم اليومية ومعتقداتهم الروحية ، وتعتبر تقلبات الجو وفصول السنة جزءاً من تقاليدهم وطقوسهم الدينية، إذ إنهم يقدمون التضحيات لهذه المواسم من خلال المهرجانات والأعياد الدينية التي يقيمونها بمناسبة قدوم المواسم الجديدة تلو الأخرى.
وتعرف وديان كيلاش الثلاثة أيضاً باسم كافرستان والتي تعني باللغة المحلية (بلاد الكفار) وذلك نسبة إلى ديانتهم التي يصنفها الخبراء في باكستان من صنف الديانات الوثنية مع أنها لا تتشابه مع مجموعة الديانات المعروفة في منطقة القارة الهندية ، فالكيلاش يؤمنون بآلهة لا يمكن رؤيتها ولكنها تتواجد بينهم عند بداية أو نهاية كل موسم، ويتم تقديم التضحيات إليها من المواشي والمأكولات وتقدم لها الرقصات حسب فصول السنة ، إضافة إلى الرقصات الشعبية ، والكيلاش لا يعبدون الأصنام ولا الأشجار ولا النار ولا أي شيء مرئي أو مجسم. 
وهذا ما دفع أعداداً كبيرة منهم للدخول إلى الإسلام ، وقد قبلت أعداد كبيرة من الكيلاش الإسلام خلال السنوات الأخيرة ، وذلك بسبب اختلاطهم مع العرقيات والثقافات المحلية الأخرى المحيطة بها مع تجدد وسائل النقل وفتح طريق بري إلى مناطقهم مع انتشار الهواتف المحمولة ووسائل الإعلام المسموعة والمطبوعة والمرئية ، بينما لا يزال الكيلاش يسكنون في منازل يتم بناؤها على الطراز القديم من الأخشاب والحجارة ، يتم تقسيمها إلى غرفة للضيوف وأخرى تلجأ إليها العائلة للنوم وتكون هذه الغرفة مزودة بمدفئة تعمل بالخشب ذات مدخنة يعلو منها الدخان خلال فصل الشتاء. 
ولا يتجاوز عدد أفراد قبائل الكيلاش الثلاث عن 6000 فرد ، ويتحدث الكيلاش لغة تعرف باسم " خوار" أو " درتك " وهي لغة تضم مجموعة من كلمات اللغات الهندية والفارسية مع عائلة كبيرة من كلمات اللغات الأوروبية القديمة ، وتعرف لغة هذه العرقية أيضاً بلغة الكيلاش نسبة إلى عرقيتهم ، وهي لغة مهددة بالانقراض لتداخل كلمات لغات الأوردو والبشتو المحلية إلى جانب اللغة الإنجليزية إليها بسرعة فائقة ، مع أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد المتحدثين باللغة المذكورة لا يتجاوز في الوقت الحاضر 5000 شخص خصوصاً بعد انتشار التعليم في منطقة كيلاش. 

والآن مع فلم وثائقي عن قبيلة الكلاش في باكستان :



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

0 التعليقات:

إرسال تعليق